Sunday, December 23, 2012

الجزء الثاني : نهاية تقويم السبت العبري - متى وكيف؟

نشر في :  20 سبتمبر 2012


خَطَبَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّة الْوَدَاع بِمِنًى فِي أَوْسَط أَيَّام التَّشْرِيق فَقَالَ
" أَيّهَا النَّاس إِنَّ الزَّمَان قَدْ اِسْتَدَارَ فَهُوَ الْيَوْم كَهَيْئَتِهِ يَوْم خَلَقَ اللَّه السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَإِنَّ عِدَّة الشُّهُور عِنْد اللَّه اِثْنَا عَشَر شَهْرًا ..."

فماذا كان يقصد بذلك؟

التقويم العبري:
يعتمد التقويم اليهودي على دورتي الشمس والقمر، حساب الشهور في السنة العبرية يتبع دورة القمر . بينما يتبع حساب السنين دورة الشمس . تقل دورة القمر (السنة القمرية) عن دورة الشمس 11 يوما سنوياً تقريباً. ومن أجل تطابق السنة القمرية مع السنة الشمسية يضيف اليهود شهراً كل ( 3 ) سنوات وبهذا تكون سنتهم الكبيسة مكونة من ( 13 ) شهراً مرة كل ( 3 ) سنين . وشهر النسئ (أى الزيادة ) يتم إقحامه بعد شهر آذار العبري ، بهذا يكون في السنة الكبيسة شهران باسم آذار .. ( آذار الأول ، وآذار الثاني)
ويعتقد أن هذا التقويم وضع فى سنة 359  ميلادية

قال تعالى "وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا" {الكهف-25}
ذكر في تفسيرات إبن كثير والجلالين والقرطبي أنها بحساب السنة الشمسية 300 وحساب السنة القمرية 309، ولم يُذكر ذلك في تفسير الطبري ولكنه ذكر } حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن سَهْل , قَالَ : ثنا ضَمْرَة بْن رَبِيعَة , عَنْ اِبْن شَوْذَب عَنْ مَطَر الْوَرَّاق , فِي قَوْل اللَّه : { وَلَبِثُوا فِي كَهْفهمْ ثَلَاث مِائَة سِنِينَقَالَ : إِنَّمَا هُوَ شَيْء قَالَتْهُ الْيَهُود , فَرَدَّهُ اللَّه عَلَيْهِمْ وَقَالَ : { قُلْ اللَّه أَعْلَم بِمَا لَبِثُوا
وبما أن التقويم القمري هو التقويم المستخدم للمسلمين وسبقه اليهود، ومما ذكرته سابقا عن أن السنة اليهودية مساوية للسنة الشمسية، فنرى هنا أن 300 هي سنين قمرية/شمسية بالتوقيت اليهودي مقابل 309 سنين قمرية بالتوقيت الإسلامي.

تم تغيير التقويم اليهودي عام  359 ميلادياً ، فماذا كان التقويم اليهودي القديم:
1 - التقويم قمري - شمسي
2 - الشهر الأول - رأس الشهور - ويسمي (أبيب) – عيد الفصح في منتصف الشهر الأول
3 - يبدأ كل شهر بيوم سبت (رأس الشهر)
4 - السبت الأسبوعي (اليوم السابع) يقع دوماً بعد ستة أيام عمل في أيام 8، 15، 22
5 - معظم العبادة والأعياد تقع أيام السبت
6 - عيد رأس السنة (روش هاشانا)
يحل عيد رأس السنة العبرية بعد انتهاء شهر أيلول العبري (وقد حدثت أضحية اسحاق حسب العقيدة اليهودية في رأس السنة العبرية كما أن الملائكة بشًروا سارة بولادة اسحاق في مثل هذا اليوم أيضًا).
 7 - اليوم الأول من التقويم اليهودي، في يوم الاثنين، 7 أكتوبر 3761 قبل الميلاد. ويعتبرون هذا التاريخ هو بداية الخلق (طبقاً للتراث اليهودي). 
كان التقويم اليهودي مثله مثل العديد من التقويمات التي كانت مُستخدمة قديماً، مكون من 13 شهراً وكل شهر مكون من 28 يوماً بالإضافة إلى يوم وربع إلي بداية السنة الجديدة (خارج التقويم)، وبعد رؤية القمر للسنة الجديدة تبدأ السنة الجديدة بيوم سبت مرة أخرى.
يتضح من هذا أن القمر لا بد أن دورته كانت متزامنة مع الشمس، وتتساوى السنة الشمسية مع السنة القمرية، وكانت دورته الشهرية 28.1 يوم وليس 29.5 كما هو الآن.

ماذا حدث للتقويم القديم (تقويم السبت)؟
تحولت دورة القمر من 13 شهر سنوياً إلى 12 شهر سنوياً، فحاول اليهود التغلب على هذا التغيير في دورة القمر، فوضعوا نظام 12-12-13 ، وتبعهم العرب في ذلك، ولكن هذا النظام لم يحقق متطلبات النظام القديم (13 x 28).

قال تعالى "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ" (التوبة: 36)
من تفسير إبن كثير: "... خَطَبَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّة الْوَدَاع بِمِنًى فِي أَوْسَط أَيَّام التَّشْرِيق فَقَالَ " أَيّهَا النَّاس إِنَّ الزَّمَان قَدْ اِسْتَدَارَ فَهُوَ الْيَوْم كَهَيْئَتِهِ يَوْم خَلَقَ اللَّه السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَإِنَّ عِدَّة الشُّهُور عِنْد اللَّه اِثْنَا عَشَر شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَة حُرُم أَوَّلهنَّ رَجَب مُضَر بَيْن جُمَادَى وَشَعْبَان وَذُو الْقَعْدَة وَذُو الْحَجَّة وَالْمُحَرَّم ..."

ومن الظواهر التي حدثت فى هذا الحج ما ذكره إبن كثير:
"... أَنَّهُ اِتَّفَقَ حَجّ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُود وَالنَّصَارَى فِي يَوْم وَاحِد وَهُوَ يَوْم النَّحْر عَام حَجَّة الْوَدَاع وَاَللَّه أَعْلَم ...."

قال تعالى "إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" (التوبة: 37)
من تفسير الطبري: "..... وَقَدْ حُكِيَ عَنْ الْحَسَن الْبَصْرِيّ : ( يُضَلّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا ) بِمَعْنَى : يُضَلّ بِالنَّسِيءِ الَّذِي سَنَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ، النَّاس ....."
من تفسير إبن كثير:"....  فَكَانُوا يَحُجُّونَ فِي كُلّ شَهْر عَامَيْنِ حَتَّى إِذَا وَافَقَ حَجَّة أَبِي بَكْر الْآخِر مِنْ الْعَامَيْنِ فِي ذِي الْقَعْدَة ثُمَّ حَجَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّته الَّتِي حَجَّ فَوَافَقَ ذَا الْحَجَّة فَذَلِكَ حِين يَقُول النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خُطْبَته " إِنَّ الزَّمَان قَدْ اِسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْم خَلَقَ اللَّه السَّمَاوَات وَالْأَرْض "......"

متى تحولت دورة القمر من 13 شهر سنوياً (التقويم القديم) إلى 12 شهر سنوياً (التقويم الحديث)؟

كانت حجة الوداع في 10 مارس 632 ميلادياً تقريباً.

 ومن الأحداث المسجلة والتي من الممكن أن يكون لها تأثير على دورة القمر إنشقاق القمر ولكن هذا الأنشقاق تم في عهد الرسول وتغيير التقويم العبرى بزيادة الشهر النسيء تم في عام 359 ميلادياً، وبالرجوع للوراء 300 سنة لتقابل كل من التقويم الشمسي والقمري أي عام 332 م ويكون ذلك قبل تغيير التقويم بزمن قليل ولكن لا يوجد حدث مسجل خاص بالقمر قرب هذا التاريخ.

ومن موقع Wikipedia :
يعود انفصال المسيحيين عن الأعياد اليهودية إلى العصور الأولى المبكرة للمسيحية، ولكنهم ظلوا لفترة من الزمن يحتفلون بالفصح المسيحي في نفس توقيت احتفال الفصح اليهودي في اليوم الرابع عشر من نيسان.
 وقد جرت مراجعة توقيت عيد الفصح المسيحي في مجمع نيقية الذي دعا إليه الإمبراطور قسطنطين في عام 325 بعد الميلاد.
وكان من أحد اسباب قيام مجمع نيقية بالأنفصال عن اليهود هو قناعتهم بعدم قدرة اليهود على تحديد الموعد الصحيح لعيد الفصح.

إذاً تغير دورة القمر تعود إلى ما قبل ذلك، مع العلم بأن التقويم القديم كان مستخدماً وقت المسيح وحتى وقت الصلب.
وبالرجوع بالتاريخ 300 سنة مرة أخرى أى سنة 32 ميلادياً، نجد ذلك التاريخ هو وقت صلب المسيح
نقلا عن موقع إنذار "كان الفصح يقع دوماً في الرابع عشر من أبيب (لاويين 23: 5). حدث صلب المخلّص في الفصح، في اليوم السادس من الأسبوع. كان الفصح يقع دوماً في اليوم السادس من الأسبوع، وكان يتبعه سبت اليوم السابع في الخامس عشر من الشهر. (أنظر مرقس 15: 42؛ يوحنا 19: 31؛ لاويين 23: 6، 7، 11، 15؛ يوحنا 19: 42)".

سجل الإنجيل حدوث ظلام على الأرض أثناء واقعة صلب المسيح : "و كان نحو الساعة السادسة فكانت ظلمة على الارض كلها الى الساعة التاسعة، و أظلمت الشمس و انشق حجاب الهيكل من وسطه، و نادى يسوع بصوت عظيم و قال يا ابتاه في يديك استودع روحي و لما قال هذا اسلم الروح" (لو 23 : 44 - 45)

السادسة الي التاسعة = 12 ظهراً الى 3 عصراً ، لإختلاف حساب بداية اليوم.

###     وبدون الدخول في نقاش حول واقعة الصلب وهل هى للمسيح أم لشبيه"    ###

كان الشهر القمري فى وسطه أثناء واقعة الصلب ولا يمكن حدوث كسوف للشمس (حيث تكون الشمس في جهة من الأرض ويكون القمر في الجهة المقابلة من الأرض)، عدا أن يتوقف القمر منتظراً الشمس فيتزامن معها محدثاً كسوفاً كلياً ويتحرك مع الشمس لمدة 3 ساعات. ثم يفصل مرة أخرى فى مساره الجديد.

###    سبق للشمس أن توقفت في السماء للنبي يوشع بن نون    ###

الخلاصة:
كانت الشهور القمرية يوم خلق السموات والأرض 12 شهراً سنوياً، ثم تغير التقويم لحدث فلكي سابق، ليكون 13 شهراً ويتخذه الكثير من الشعوب تقويماً لهم، ويكون لليهود أساس لشريعة السبت، وتزامن انتهاء التقويم بواقعة صلب المسيح، واستدار الزمان ليعود كيوم خلقته الأولي، وانتهت شريعة السبت، وقام اليهود بوضع الشهر النسيء وقلدهم آخرون، وبمرور 600 عام عاد الزمان مرة أخرى (عام حجة الوداع).


والله أعلم

No comments: